יום חמישי, 14 במרץ 2013


مختصر الشرق الاوسط ابان الحرب العالمية الاولى للبجروت
د.اشرف ابو زرقة

كانت هناك ثلاثة مواقف اساسية للعثمانيين بالنسبة لمسالة دخول الحرب العالمية الاولى :
الموقف الاول يرى ان الدولة العثمانية لن تستفيد من هذه الحرب وقد تضرر اذا دخلت فيها ولهذا يجب عليها ان تكون محايدة .
الموقف الثاني يقول بانه يجب دخول الحرب الى جانب دول الحلفاء مثل فرنسا وبريطانيا بسبب انظمتها الديمقراطية والايمان بان هذه الدول ستقدر جهود الدولة العثمانية للمشاركة في الحرب وتعطيها حقوقها .
الموقف الثالث يقول بانه يجب الانضمام الى المانيا وهذا هو الموقف الذي تبنته الدولة العثمانية في النهاية .
اسباب تبني هذا الموقف
تبنى هذا الموقف الضباط الاتراك الذين دربهم الالمان .تاثر هذا الموقف بالنفوذ الالماني الاقتصادي الذي قد بدا في عهد السلطان عبد الحميد .رأى هؤلاء الضباط بانه لا توجد لالمانيا مصالح استعمارية مثل بريطانيا وفرنسا وامنوا بانهم سيستعيدون مصر والمناطق التي خسروها اذا ما ساعدوا دول دول المركز , أي لجانب المانيا والنمسا .
نتائج  دخول الدولة العثمانية الحرب
قامت الدولة العثمانية بقطع طرق المواصلات بين الحلفاء وروسيا وقامت بشن الغارات على قناة السويس مما جعل بريطانيا تبقي على قوات كبيرة في مصر لمواجهة الهجمات العثمانية .قامت بعدها بريطانيا بفرض حمايتها على مصر وسلخها بصورة نهائية عن الدولة العثمانية . قامت بريطانيا بتشجيع العرب والقوميات المختلفة على الثورة ضد الدولة العثمانية.في النهاية كلفت هذه الحرب الدولة العثمانية غاليا بسبب خسائرها المناطق العربية في سوريا والعراق واستيلاء الدول الغربية على اجزاء واسعة من هضبة الاناضول وتقسيم هذه الاراضي وفق اتفاقيات سرية وحتى مؤتمرات علنية .

موقف العرب من الحرب
هناك من العرب من امن انه يجب الوقوف الى جانب الدولة العثمانية ضد الدول الاجنبية .امن هؤلاء ان هناك رابطة دينية مع الاتراك .كما امنوا بان الاتراك سيقدرون وقوف العرب لجانبهم وسيمنحونهم حقوقهم مثل الحكم الذاتي والغاء سياسة التتريك وتطوير البلدان العربية .
مع هذا , كان هناك موقف اخر يقول بان العرب يجب ان يقفوا لجانب بريطانيا ودول الحلفاء وذلك بسبب سياسة التتريك وبسبب مجازر السفاح وبسبب رغبتهم باقامة دولة عربية تشمل المناطق العربية في الدولة العثمانية . مثل هذا الموقف الشريف حسين امير مكة الذي انتمى الى عائلة الرسول محمد .
مراسلات مكماهون-حسين
قام الشريف حسين بالاتصال مع حاكم مصر البريطاني مكماهون وقد تم تبادل الرسائل السياسية بينهما . طلب الشريف حسين من مكماهون ان تقوم بريطانيا بالاعتراف بدولة عربية تحت حكمه تشمل المناطق العربية داخل الدولة العثمانية مثل العراق وسوريا . مقابل هذا الاعتراف وعد الشريف حسين باعلان الثورة على العثمانيين .اتسم رد مكماهون على الشريف حسين بالضبابية وعدم الوضوح وخاصة بكل ما يتعلق بتحديد المناطق العربية , حيث ادعى مثلا في رسائله ان العديد من المناطق القابعة غربي مدينة دمشق غير عربية ولكنه وعده بان يعترف بدولة عربية دون ان يذكر حدودها بالضبط ووعده بتقديم مرشدين بريطانيين للجيش العربي وتقديم المساعدات في سبيل انجاح الثورة.
الثورة العربية الكبرى
اسباب الثورة
على اثر هذه المراسلات قام الشريف حسين باعلان الحرب على الدولة العثمانية وذلك للاسباب التالية : سياسة الاضطهاد والتنكيل من قبل السلطات التركية تجاه العرب . سياسة التتريك وفرض اللغة التركية على العرب في المدارس والمؤسسات .ادعاء الشريف حسين ان الدولة العثمانية لا تنفذ الشريعة الاسلامية .تزايد المشاعر القومية عند العرب  ورغبتهم باقامة دولة عربية,   ورغبة الشريف حسين في اعلاء مركزه في الحجاز وبين العرب.
نتائج الثورة
قامت قوات الشريف حسين بتضييق الخناق على العثمانيين في الحجاز وحصارهم في المدينة المنورة .قاموا بقطع طرق المواصلات ومهاجمة سكة الحديد الحجازية .قاموا باحتلال شرقي الاردن بمساعدة المرشد الانجليزي لورنس العرب . من بعدها نجح الامير فيصل بالوصول الى دمشق واعلانه كملك لسوريا .
بعد انتهاء الحرب قامت بريطانيا وفرنسا بتقسيم البلاد العربية على اساس اتفاقية سايكس بيكو حيث حصلت بريطانيا على العراق والاردن وفلسطين وحصلت فرنسا على سوريا ولبنان .كان هذا بمثابة ضربة للشريف حسين ومن هنا بدا يطالب بريطانيا ان تفي بوعودها تجاه العرب في مراسلات مكماهون حسين . من بعدها , قامت بريطانيا بمحاولة لترضية العرب في مؤتمر القاهرة حيث تم اعطاء شرقي الاردن للامير عبد الله بن الشريف حسين وتعيين شقيقه فيصل ملكا على العراق .

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה