יום רביעי, 13 במרץ 2013


مختصر سيرة عبد الحميد الثاني للبجروت

د.اشرف ابو زرقة

يصفه البعض بالسلطان الاحمر بسبب اتهامهم له بقتل الارمن , ويصفه البعض بالحاكم الاسلامي الذي اراد اصلاح الدولة في اوقات عصيبة .ولد في عام 1842 وهو ابن السلطان عبد المجيد الاول الذي ساهم في الاصلاحات للدولة العثمانية بعد تدهورها .كان يعتبر من المثقفين الكبار حيث اتقن العديد من اللغات وكان مطلع على العلوم والتاريخ والادب ومتذوقا للموسيقى .

ظروف وصوله للحكم

في عام 1876 وصلت  حركة "العثمانيون  الجدد"  الى الحكم وقامت بخلع السلطان عبد العزيز .كان هذا بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة في الدولة العثمانية وعدم الاستقرار السياسي والثورات الشعبية في ارجاء الدولة .في نهاية المطاف طلبت هذه الحركة برئاسة مدحت باشا من عبد الحميد ان يتولى الحكم شريطة اقرار دستور ديمقراطي للدولة العثمانية .من اهم ما جاء بالدستور هو حماية الحريات الدينية واقامة برلمان يتكون من مجلسين واقرار التعليم الاجباري وحماية حرية الصحافة وتم جعل الاسلام الدين الرسمي للدولة .قبل عبد الحميد هذه الشروط واصبح السلطان الجديد.

توطيد حكمه

استغل عبد الحميد الثاني تشوب الحرب الروسية العثمانية عام 1877 ليقوم بتعطيل الدستور وعدم تطبيقه بحجة حالة الحرب القائمة وعدم  توفر الظروف المناسبة لتطبيقه .من ثم قام بتشكيل جهاز مخابرات قوي يتكون من العديد من الجواسيس الذين ينتشروا في كافة انحاء الدولة لنقل الاخبار اليه واصبحوا بمثابة شرطة سرية .كما سجن ونفي وقتل كل شخص شكل تهديد على النظام .وقام بمراقبة الصحف والكتب ومنع نشر كتب تشجع على الثورة والحرية .

قام السلطان عبد الحميد بالقضاء على الثورات  القومية حيث قام بإخماد ثورة الارمن بواسطة فرقة الخيالة الحميدية .رأى البعض ان هذه الفرقة قامت بمجزرة دموية ضد الارمن ومارست العديد من المذابح بحقهم لدرجة بانهم لقبوا عبد الحميد بالسلطان الاحمر بسبب هذه المذابح . قام بالتقرب من رجال الدين واتخاذ لقب خليفة من اجل كسب محبة الجماهير البسيطة واظهار نفسه بانه حاكم اسلامي كبير وبانه لا يحل للمسلمين التمرد عليه .

الجامعة الاسلامية

قام عبد الحميد بدعوة العديد من رجال دين البارزين والمشهورين في العالم الاسلامي الى قصر يلدز في استانبول لتعزيز فكرة الجامعة الاسلامية .فدعا  جمال الدين الافغاني الذي نادى بوحدة المسلمين وتحررهم من الاستعمار , وذلك من اجل بسط نفوذه في العالم الاسلامي واعطاء لحكمه شرعية اسلامية وتحريض المسلمين القابعين تحت حكم الدول الاوروبية للتمرد على الدول المنافسة والعدوة للدولة العثمانية .ودعا ابي الهدى الصيادي السوري الى استانبول وعينه كمسؤول على كافة الشيوخ وقام بنشر الفتاوى الداعية لطاعة الخليفة ومنع الثورات .كما قام بدعوة الشيخ ظافر الشاذلي الليبي الذي كان في الحجاز وشجعه على نشر منهجه السياسي الداعي الى اطاعة العثمانيين  والوحدة الاسلامية .

لقد كان اهم مبادئ الجامعة الاسلامية , نبذ الخلافات بين المسلمين ومقاومة الاستعمار وادخال الاصلاحات من اجل تقدمهم في العصر الحديث والالتفاف وراء الدولة الاسلامية .

اصلاحات واعمال عبد الحميد

قام بتوسيع شبكة سكك الحديد في الدولة والاستعانة بخبراء المان لذلك. مثل مشروع ربط سكة حديد بين العاصمة استانبول وانقرة .كما تم شق العديد من الطرق بهدف تنشيط التجارة وتسهيل عملية نقل البضائع وتسهيل نقل الجنود والمعدات الحربية للقضاء على الثورات بسرعة .

ادخل اصلاحات في الجيش .تم توسيع الخدمة الالزامية وادخال اساليب التدريب الالماني وتشكيل فرقة الخيالة الحميدية للقضاء على الثورات الداخلية .

ادخل اصلاحات في التعليم مثل تأسيس مدارس ثانوية وتأسيس جامعة استانبول التي شملت اربع كليات: للعلوم الرياضية وللعلوم الطبيعية وللدين وللآداب .

طابع ومميزات الاصلاحات

تعتبر الكثير من الاصلاحات ذات طابع علماني وعصراني وخصوصا كل ما يتعلق بالمدارس والتعليم  والجيش .مع هذا , كان الهدف من الكثير من الاصلاحات هو توطيد حكم عبد الحميد الأوتوقراطي الفردي المركزي مثل مد شبكة المواصلات لإخماد الثورات وتسهيل الحكم المركزي المباشر من استانبول .


السياسة الخارجية للسلطان عبد الحميد

كان التقارب الالماني العثماني من اهم الامور السياسية التي اهتم بها السلطان عبد الحميد الثاني . رأى السلطان عبد الحميد ان التقارب مع المانيا سيجلب المنفعة الاقتصادية والسياسية للدولة, وخصوصا ان المانيا دولة منافسة لبريطانيا وفرنسا وروسيا .امن السلطان عبد الحميد بان المانيا ستساعده في تحقيق اهدافه السياسية والوقوف ضد الدول الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا .لقد امن بان المانيا مؤهلة على تدريب الجيش العثماني والوقوف مع الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا .  من مظاهر التقارب الالماني العثماني , التبادل التجاري في البضائع بين البلدين .مشروع سكة حديد بغداد برلين  الذي يوصل برلين الالمانية ببغداد العراقية .تدريب الجيش العثماني بواسطة مدربين المان وادخال اسلحة حديثة المانية للدولة العثمانية .كما كانت هناك العديد من الاجتماعات السياسية بين المانيا والدولة العثمانية وقام قيصر المانيا بزيارتين للدولة العثمانية .

2 תגובות: