יום שישי, 23 בנובמבר 2012


ملخص مادة الحسبة في الاسلام
د.اشرف طلال ابو زرقة


تعتبر الحسبة من المؤسسات المهمة في الاسلام التي كانت لها ثلاث مهام ووظائف اساسية : مهمة رقابة اعمال المسلمين ومهمة الحرص على تنفيذ او تطبيق الشريعة الاسلامية ومهمة اصدار العقوبات الفورية على المخالفين للقوانين السارية في الدولة .
من ناحية تاريخية نشأت الحسبة في عهد الرسول الذي يعتبر بحق اول محتسب في الاسلام بكونه الرسول الاعظم الذي راقب وحاسب الناس على اعمالهم من خلال القول والعمل . ونرى انه اشتهر عمر بن الخطاب بالحسبة حيث كان يطوف على الناس بالليل والنهار ليراقب اعمالهم وسمي بصاحب الدرة لانه كان يحمل الدرة (نوع من الكرباج) ليعاقب الناس فيها اذا خالفوا القوانين, وحرص على تنفيذ القوانين في الدولة .  

مع هذا , يرى الكثير من المؤرخين الضالعين بالتاريخ الاسلامي , بان اول من تقلد منصب المحتسب كان عاصم الاحول (توفي سنة 759 م) وذلك في عهد الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور , عندما كان يراقب سلوك الناس والتجار في سوق الكوفة . لهذا يسمى المحتسب احيانا عامل السوق او صاحب السوق لانه عمل بمنطقة السوق التي يكثر فيه الناس وتنشط فيه الحركة والمعاملة  .
شروط المحتسب

من اجل ان يتقلد أي شخص هذه المهنة يجب ان تتوفر فيه العديد من الشروط . من اهمها ان يكون مسلما بالغا(غير صبي), حرا(ليس عبدا), عاقلا وعالما ويتصف بالاخلاق الحميدة .كما انه , من المفروض بان يملك شخصية قوية تمتاز بالهيبة والوقار ويمتلك مؤهلات علمية في العديد من المواضيع ليقوم بمراقبة الامور الدينية والاقتصادية والاجتماعية .
اعمال وصلاحيات المحتسب

قلنا انه يعتبر المحتسب مراقب ومنفذ للقانون وهو الذي يعاقب الناس . لهذا توجد له صلاحيات واعمال مختلفة تتطرق الى كل مجالات الحياة في الدولة .
في المجال الديني يراقب المحتسب سلوك الناس الديني ويحرص على ان لا يخالفوا قوانين الدين من صلاة وصوم وزكاة , واقامة شعائر الاسلام من صلاة جمعة وطهارة .
اما في المجال الاجتماعي فيراقب اختلاط الرجال مع النساء ويراقب الاجتماعات والاحتفالات ويحرص على عدم خروج الناس عن قواعد الاداب والاحتشام .
اما في المجال الاقتصادي , فكان يراقب التجار , والاسعار , وجودة البضائع , ويفحص الموازين والمكاييل وعدم احتكار البضائع .
اما في المجال العمراني , فكان يراقب ويفحص عملية بناء المشاريع العمرانية كالجسور والمباني التابعة للدولة وللمواطنين ويفحص اذا كان البناء تم وفق المواصفات , واذا كان المبنى يشكل خطورة على الناس فكان يأمر بهدمه .كما امر بهدم البيوت التي بنيت في الطرقات ومست بالمصلحة العامة .
عقوبات المحتسب

من اجل تنفيذ هذه القوانين , كان لا بد من المحتسب بان يكون له اعوان ومساعدين ومراقبين ونواب في اماكن عديدة لمراقبة سلوك الناس ولتنفيذ الشريعة .
كما اعطاه القانون صلاحيات كثيرة لمباشرة اعماله فكان يستطيع اقرار العقوبات الفورية مثل الضرب والجلد لمن خالف مثلا القوانين التي تمنع شرب المسكرات واختلاط الجنسين . كما كان له الحق بنفي الاشخاص, أي ابعادهم من بلدانهم الاصلية الى اماكن بعيدة بسبب كونهم مثلا مصدرا للشغب والفتنة . كما كان للمحتسب الحق في تعزير أي شخص وهو توبيخه وتعزيره امام الناس وامام الجمهور بسبب قيامه بعمل خرج عن نطاق الاداب والاحترام والعادات(كان يضرب باحذية الناس او كان يجبر ان  يركب على حمار ويدور بين الناس او يتم حلق قسم من شعره وهكذا .وفي الكثير من الحالات كان يقوم المحتسب باقرار عقوبة الحبس لمخالف القانون في سجن المدينة .

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה