יום רביעי, 30 בינואר 2013


المسألة الشرقية
 د.اشرف طلال ابو زرقة

المسألة الشرقية هي قضية ضعف الدولة العثمانية واختلاف وجهات نظر الدول الاوروبية حولها .ادى ضعف الدولة العثمانية الى وجود احلاف اوروبية ومطامع لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية في الدولة العثمانية .ادت هذه المصالح المتضاربة الى نشوء العديد من الازمات السياسية والامنية في الدولة العثمانية . في هذه الفترة لقبت الدولة العثمانية بالرجل المريض على البوسفور (المضيق الذي يربط البحر الاسود مع البحر المتوسط)  واصبحت دولة ضعيفة جدا تتداعى عليها الامم من كل جانب بعد ان كانت تسيطر على شرق اوروبا ومركزها وتهدد الاوروبيين حتى ان الكثير منهم كان يترقب سقوط اوروبا كلها بيد العثمانيين بسبب وحدتهم وايمانهم بايديولوجيتهم وايمانهم بتنفيذ قوانينهم التي امنوا بصدقها وسماحتها.وكما هو الحال في كل دولة قوية تضعف , حاولت العديد من الدول استغلال هذا الضعف العسكري والاقتصادي من اجل الانقضاض عليها من خلال احتلال الاراضي  مثل روسيا التي اتجهت لاحتلال اراضي البلقان  , ومثل بريطانيا التي سعت للحصول على امتيازات اقتصادية في الدولة العثمانية مقابل حماية الدولة العثمانية .
من اجل الاطلاع على المسألة الشرقية , لا بد لنا من التطرق الى اهم الازمات والحروب التي نشأت منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى سقوط الدولة العثمانية .من اهم الازمات التي سنتطرق اليها : حملة نابليون على مصر وكيف بينت لنا المسألة الشرقية والثورة اليونانية التي ادت الى استقلال اليونان بعد مئات السنين من الحكم الاسلامي العثماني . كما سنتحدث عن حملة ابراهيم باشا الى بلاد سوريا الكبرى وتداعيات ونتائج هذه الحملة التي غيرت ملامح البلاد السورية وبينت مطامع الدول المختلفة نحو الرجل المريض . سنتحدث عن المطامع الروسية وعن حروبها مع الدولة العثمانية مثل حرب القرم ورغبة روسيا في الوصول الى مياه البحر المتوسط الدافئة وسنتحدث عن الحرب الروسية التركية لعام 1877 واثر هذه الحرب على مستقبل الحكم العثماني في اوروبا .
أ.حملة نابليون على مصر لعام 1798
تعتبر هذه الحملة من اهم الحملات التي اثارت المسألة الشرقية وبينت مدى ضعف الدولة العثمانية في هذه الفترة .تعتبر هذه الحملة من اوائل الحروب التي خاضها القائد نابليون بونابرت الذي سيصبح فيما بعد من الشخصيات العظيمة التي اثرت على التاريخ الانساني . 
اسباب الحرب الحقيقية والمعلنة
يرى الكثير من المؤرخين بان سبب هذه الحملة  لمصر بالذات هو سبب سياسي داخلي فرنسي . ففي هذه الفترة , مع بداية الكشف  على قوة نابليون وتخوف الحكومة الفرنسية من وصوله الى مراكز النفوذ في السلطة الفرنسية , خططت الى ارساله الى مصر من اجل ابعاده عن المراكز السياسية . ونرى ايضا ان رغبة فرنسا في الاستيلاء الى الطريق المصري لاعظم مستعمرة بريطانيا في العالم التي هي الهند, كان سببا من اجل المساس بمصالح بريطانيا .ويرى البعض بان نابليون نفسه احب المشاركة في هذه الحرب من اجل الشهرة والمجد ورفع اسمه عاليا بين الشعوب كفاتح تاريخي لا يقل مقدارا من اسكندر المقدوني العظيم .كما ان هذه الحملة كان لها دوافع واسباب اقتصادية , فقد اشتهرت مصر في القدم كاهم مخزن للغذاء عند الرومان ولطالما سعي الاوروبيون في القدم لاحتلال هذا البلد المهم . ومع هذه التخطيطات لشن الحرب على مصر , استغلت فرنسا مقتل بعض التجار الفرنسيين في مدينة الاسكندرية كسبب مباشر ومعلن لشن الحرب .كما اعلنت فرنسا انها تريد ان تحتل مصر من اجل ان تزيل ظلم المماليك عن الشعب المصري .
سير الحملة
انطلق الاسطول الفرنسي من مدينة طولون الفرنسية ليقوم اولا باحتلال جزيرة مالطة بالقرب من الاراضي التونسية ومن ثم اتجه نحو الاسكندرية .بعد احتلاله لمدينة الاسكندرية قام بهزيمة المماليك في معركة الاهرام بالرغم من الشجاعة العظيمة التي اظهرها المماليك في هذه المعركة .انتصر نابليون بفضل الاسلحة الحديثة والتدريب الممتاز لجيشه الفتي .تقدم من بعدها الى القاهرة ودخلها بعد ان اعلن لسكانها بانه انسان مسلم يؤمن بالله والرسول محمد(ص) وبالقران الكريم وادعى انه جاء لمصر من اجل تخليص المسلمين من الحكم الظالم للمماليك .بالطبع لم يصدق المصريون هذه الادعاءات الكاذبة التي لم تكن الا محاولة من نابليون لكسب الجماهير المصرية تجاه سلطته الجديدة .
ردود فعل الدول والشعب المصري
ازاء هذه التطورات , لم تبقى بريطانيا ساكنا وقامت بعد مدة قصيرة بتدمير الاسطول الفرنسي عند ميناء ابي قير المصري بواسطة قائد البحر الشهير نلسون .بعد هذا التدمير ,ومع وصول الاحتجاجات العثمانية والمعارضة العثمانية الشديدة للحملة , اعلن الشعب المصري الثورة على نابليون .فالشعب المصري لم يؤمن لنابليون وكلامه بخصوص الاسلام وهو الذي رأى بعينيه عادات الفرنسيين الغريبة المخالفة للاسلام مثل شرب الخمور والسهرات الماجنة الى بعد منتصف الليل وعقائدهم المتحررة والغير محافظة وهدمهم لابواب الحارات ورغبة الفرنسيين في ادخال المفاهيم الاوروبية والنظام العلماني الى الشعب المصري المحافظ .وفي خلال الثورة كشف نابليون عن وجهه الحقيقي وقام باعدام 13 عالما مصريا ازهريا بصورة وحشية وقاسية بحيث تم تعليق رؤوسهم لكي يراها الناس ولم يتوانى عن قصف الازهر الشريف .
امام حركة الاحتجاج العثماني والمصري والحصار البريطاني , حاول نابليون على ما يبدو التخلص من هذا الضغط من خلال احتلال سوريا وفلسطين وقام فعلا باحتلال جنوب فلسطين الا ان صمود عكا بفضل تحصينات الجزار والمساعدة البريطانية من البحر , جعلت نابليون يعود ادراجه الى مصر .
نتائج الحملة
مع هذه السلسلة من الضغوط السياسية والغليان المصري والعثماني والحصار البريطاني , لم يجد نابليون بدا الا العودة الى وطنه الام فرنسا وخصوصا انه تأكد بان ارساله الى مصر لم يكن الا لغرض ابعاده عن مراكز الحكم في فرنسا . فتم توقيع اتفاقية اميان في عام 1802 وتم خروج الجيش الفرنسي بالتدريج وهكذا فشلت الحملة الفرنسية في تثبيت الحكم الفرنسي في مصر .
مع ان هذه الحملة فشلت في تحقيق اهدافها , الا انها اثرت بشكل كبير على مستقبل مصر السياسي والثقافي والحضاري والاجتماعي . فاتضح للمصريين مدى ضعف الدولة العثمانية واصبح المماليك في مراكز الضعف بعد ان كانوا في مراكز القوة .وفتحت هذه الحملة لمصر من جديد بان تكون وحدة سياسية مستقلة عن الدولة العثمانية بقيادة اسرة محمد علي باشا الذي جاء خصيصا لمحاربة الفرنسيين في مصر وتحول بعد هزيمتهم بصورة تدريجية الى حاكم مستقل  . الا انه بحق حملت هذه الحملة بعض النواحي الايجابية , وخصوصا فيما يتعلق بالنهضة العلمية والثقافية المصرية الحديثة .فنابليون احضر معه الكثير من العلماء الفرنسيين بهدف دراسة مصر وتحقيق المصالح الفرنسية , الا ان هؤلاء العلماء قاموا الى لفت انتباه المصريين الى ضرورة الاهتمام بالعلم الحديث وخصوصا المواضيع العلمية الدنيوية التي تم اهمالها على مر السنوات .وقام هؤلاء العلماء بكتابة التقارير العلمية عن مصر, عن بلدانها وعن مناخها وعن عادات سكانها  .وتم الكشف عن حجر رشيد , ذلك الحجر الذي من خلاله تم كشف رموز اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية والتعرف على اسرار الحضارة المصرية القديمة .ولا ننسى ان نابليون كان اول من جلب مطبعة معه الى مصر .كما ساهمت الحملة في اشعال روح المقاومة والقتال عند المصريين .

ب.الثورة اليونانية
بقلم : د.اشرف طلال ابو زرقة
تعتبر هذه الثورة من اهم الثورات القومية والدينية التي حدثت في الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر واعطت فرصة عظمى لليونانيين في اقامة دولتهم التي طالموا حلموا باقامتها .
اسباب الثورة
في عام 1826 تعاظمت هذه الثورة حتى اصبح من الصعب القضاء عليها بسبب رغبة اليونانيين في الاستقلال عن الدولة العثمانية وتشكيل دولة يونانية قومية تحمل طابع مسيحي في الجزر اليونانية وفي شبه جزيرة المورة , مهد الدولة اليونانية القديمة التي اندثرت ورغب اليونانيين باحيائها من جديد بعد مئات من السنين تحت الحكم الاسلامي العثماني . فمع ازدياد الضرائب التي اثقلت الشعب اليوناني ومع سوء معاملة الاتراك لليونانيين اشعل اليونانيين الثورة . كما ان اليونانيين تأثروا من الحركات القومية التي حدثت في اوروبا ورغبوا بانشاء دولة قومية في الاراضي اليونانية . كما انه لعب الدين دورا مهما في هذه الفترة ورفع العديد من الثوار شعارات مسيحية لتحرير اليونان من نير الحكم الاسلامي العثماني .
سير الثورة
مع اشتعال الثورة وعجز الدولة العثمانية في اخمادها , قام السلطان العثماني محمود الثاني بالطلب من والي مصر الذي ساهم في استقرار مصر بعد نابليون , بان يبعث جيشه المدرب تدريبا عصريا وان يرسل اسطوله ليحارب مع الاسطول والجيش العثماني ضد الثوار . محمد علي الذي اراد الشهرة والمجد والذي طمع بان يحصل على جزيرة كريت وحتى الشام مقابل هذه المساعدة , سارع في ارسال اسطوله الذي خرج من الاسكندرية طالبا الاراضي اليونانية . مع وصول الاسطول المصري الى ساحل شبه جزيرة المورة قام بالاتحاد مع الاسطول العثماني وقام بشن الغارات المكثفة ضد الثوار اليونانيين . ونرى ان هذا الجيش الفتي يقوم بالتقدم سريعا داخل الاراضي اليونانية ويقوم بتحرير العديد من الاراضي والقضاء على الثوار . اصبحت مسألة القضاء على الثورة مجرد وقت من الزمان ومن هنا بدأت الدول الاوروبية المسيحية تتسارع في اتخاذ المواقف تجاه المسألة الشرقية من خلال هذه الازمة الدولية .
مواقف الدول
روسيا : مع اشتداد القصف المصري وتقدم المصريين , قامت روسيا باعلان الحرب على الدولة العثمانية مدعية بانها تريد حماية اشقائها من الشعوب السلافية وابناء دينها من المسيحيين الشرقيين . مع ان رغبتها الحقيقية هي الوصول الى مياه البحر المتوسط الدافئة وزيادة نفوذها في حوض البحر المتوسط .
بريطانيا : ازاء هذه التطورات ومع تخوف بريطانيا من وصول روسيا الى سواحل البحر المتوسط وخوفها من تعطيل مصالحها التجارية والاقتصادية , والضغط الجماهيري من قبل الشعب البريطاني الذي احس بتضامنه مع ابناء دينه ومع حفدة اليونانيين القدماء , قامت بانذار الدولة العثمانية وامرتها بوقف العمليات الحربية .
فرنسا : في هذه الفترة , رأت ان مصلحتها مع تأييد بريطانيا بغية منع روسيا من الوصول الى المياه الدافئة ورغبتها في الحصول على امتيازات اقتصادية وسياسية ونرى انها لم تتبنى رأي مخالف لبريطانيا وخصوصا بانها كانت موجودة في فترة عدم استقرار سياسي داخلي بعد هزيمة نابليون بونابرت في اوروبا في معركة واترلو الشهيرة في عام  1815 وعودة الهيمنة البريطانية وبداية تعاظم قوة دولة بروسيا الالمانية .
النمسا : كانت الدولة الاوروبية التي اتخذت موقفا سلبيا من الثوار اليونانيين لانها تخوفت بان الثورة اليونانية ستكون نورا يستضاء به من قبل ثوار نمساويين وستنتقل لاحقا لاراضيها .
تدخل الدول
مع اتخاذ المواقف , قامت بريطانيا وفرنسا بارسال جيوشها من اجل القضاء على الثوار واوهمت السلطات العثمانية والمصرية انها تريد السلام والمفاوضات ولا تريد الحرب حاليا . وتحت هذه المراوغة باغتت هذه الدول , الاسطول المصري والاسطول العثماني في خليج نافارينو (نافارين ) في عام 1827 لتقوم بتدميره تحت وطأة الصدمة والمدافع التي لم تتوقف للحظة عن القصف المتواصل للسفن المصرية والعثمانية .مع تدمير الاسطولين لم يجد العثمانيون والمصريون الا الاذعان لمطالب الدول الغربية وخصوصا بان الروس قاموا ايضا بشن الحرب على العثمانيين وتقدموا داخل الاراضي العثمانيين منذرين بان يحتلوا العاصمة استامبول والمضائق البحرية الموصلة الى البحر المتوسط .ازاء هذه الضغوط الهائلة  , قامت الدولة العثمانية بتوقيع اتفاقية ادريانوبل(ادرنة) مع روسيا في عام 1827 مقابل ضمان استقلال اليونان ووصول الهيمنة الروسية الى رومانيا ومنطقة دلتا الدانوب. بعد هذه الاتفاقية , قام محمد علي بسحب ما تبقى من الاسطول العثماني والمصري والعودة الى مدينة الاسكندرية .توقيع الاتفاقية زاد تخوف بريطانيا وفرنسا من المطامع الروسية المتعاظمة .كما انها ارادت بريطانيا ان تدخل نفسها في الصورة وتقوم بابعاد المطالب الروسية فقامت بالاتفاق مع الدولة العثمانية على ان تضمن استقلال اليونان في مؤتمر لندن لعام 1832  .
نتائج الثورة
بينت هذه الثورة مدى ضعف العثمانيين وعدم قدرتهم في معالجة شؤونهم الداخلية دون مساعدة اطراف خارجية مثل محمد علي ودون ضغط من الدول الغربية . كما انه قامت اليونان على اثر هذه الثورة , باعلان الاستقلال واقامة دولتها الجديدة ساعية الى اعادة مجد اليونانيين القدماء . وبسبب هذه الثورة ,وتدمير الاسطول المصري وعدم ايفاء السلطان العثماني بوعوده ,  قام محمد علي باعلان الثورة ضد العثمانين والقيام بحملة ضخمة لاحتلال الاراضي السورية والفلسطينة في عام 1831. 



سؤال بجروت



 لقد حددت المسألة الشرقية مصير الثورة اليونانية عام 1824 .

أبين ثلاثة من اسباب الثورة اليونانية؟(10درجات)
ببين سير الحملة متطرقا الى سببين دفعا محمد علي الى المساهمة فيها؟ (15درجة)
جبين كيف حددت المسألة الشرقية مصير الثورة ثم تطرق الى ثلاثة من نتائجها؟(10 درجات)


אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה